أعلان 300×250

مصانـــع الأسمنـــت وتأثيرهـــا علـــى البيئـــة والصحـــة والمجتمـــع (تقريـــر)..!!

عـــدن الخبـــر
أخبـــار محليـــة

••••صحيـــفة••《عـــدن الخبـــر》 ••( عـــدن_أعـــده/ هشـــام الحـــاج ) :

تعتبر صناعة الإسمنت من الصناعات التنموية والاستراتيجية وذلك لأنها ترتبط مباشرة بأعمال الإنشاء والتعمير حيث يستخدم الإسمنت كمادة رابط هيدروليكية من مواد البناء والخرسانة، وعادة ما تنشأ معامل الإسمنت بالقرب من مصادر المواد الأولية لتخفيض كلفة نقل هذه المواد. وتصنف صناعة الإسمنت من ضمن الصناعات الثقيلة والخطرة التي تتخوف العديد من المنظومات الدولية البيئية من مخاطرها البيئية والصحية والتي تنتج عن تلوث الهواء خصوصا عندما تكون بالقرب من المناطق السكنية.

وتحولت مصانع الإسمنت في اليمن إلى خطر محدق يهدد حياة السكان بسبب الأخطار الصحية والبيئية الناجمة عنها، وتحديدا السكان القريبين من مواقع تلك المصانع.

أضرار صناعة الإسمنت على البيئة:

تطلق فوهات المداخن العملاقة لمصانع الإسمنت غبار الكلنكر وغبار الإسمنت والدخان وأكاسيد الكربون والكبريتيك والنيتروجين والهيدروجين والرصاص وغيرها من الغازات وهي المُكون الرئيسي لتلوث البيئة حيث يعلق رذاذ هذه الأكاسيد بالغبار .

إن صناعة الإسمنت تعتبر من الصناعات الملوثة للبيئة بشكل خطير وتتسبب بالأمطار الحمضية، كما تتسبب بمشاكل صحية للعاملين فيها وللسكان المحيطيين والمجاورين بالمصنع نتيجة لغبار الإسمنت والكلنكر ورذاذ الغازات المنبعثة عن هذه الصناعة الناتجة عن تحميص الكلنكر حيث تنبعث غازات سامة جزيئآتها تعلق بغبارالكلنكر عند خروجه من فوهة المصنع وإنتشاره في المناطق المجاورة له .

دراسات تؤكد خطورة أضرار صناعة الأسمنت:

لقد أثبتت بعض الدراسات أن طحن ألفي طن من الكلنكر ينتج عنها من 40-50 طن أتربة علما بأن النسبة المسموح بها عالميا هي 15-25 ملغرام بالمتر المكعب، فإذا كان الغبار أقل من 10 ميكرون يكون خطره كبيراً لأنه قابل للإستنشاق بسهولة وإذا الغبار كان أقل من 3 ميكرون فإنه يتسبب بإضرار صحية بالغة للإنسان لإنه والحالة هذه يكون قادر على إختراق الدفاعات التنفسية للإنسان والحيوان.

وقد أفادت تلك الدراسات أن الأغبرة المنبعثة من المصانع تلحق أضراراً بيئية كبيرة بالأرض والزرع وقيعان البحار وخصوصاً عندما تكون تلك المصانع بالقرب منها، حيث تتشكل طبقة رغوية شبه هلامية تضر بالثروة السمكية وتقضي على البيئة في تلك البحار.

الأمراض التي تسببها صناعة الأسمنت :

أما أهم الأمراض التي تتسبب فيها صناعة الإسمنت للعاملين فيها بشكل خاص وعلى صحة الإنسان المجاور بشكل عام هي مرض السيليكوز والسعال وضيق التنفس والربو وإنتفاخ الرئة والتأثيرعلى الأغشية المخاطية والتحرش بها والتأثيرعلى الجملة العصبية بشكل كبير بسبب :

1- الغبار: يتسبب إستنشاق غبار الإسمنت والكلنكر بمرض التليف الرئوي( السيليكوز) كما يؤثر على صحة وسلامة العيون ويتسبب بأمراض الرئة بشكل عام

2- أول أكسيد الكربون: إن التراكيز المرتفعة منه تُسبب تغيرات فسيولوجية في جسم الإنسان , لأنه يتحد مع الدم أسرع من الأكسجين ب 150-200 مرة .

3- أكاسيد الكبريت : تؤثر على النبات والإنسان والحيوان وهو شديد التحرش بالأغشية المخاطية والقصبات الهوائية، والتراكيز المرتفعة منه تسبب الاختناق .

4- غاز أول أكسيد الكربون : ويتسبب في حرمان الجسم من الأكسجين عند إتحاده مع هيموجلوبين الدم

5- غاز كبريتيد الهيدروجين : ويتسبب بخمول القدرة على التفكير

6- أكاسيد النيتروجين : تؤثر على صحة الأطفال من 1- 3 سنوات بشكل خاص كونها من الأكاسيد الملوثة

7- الرصاص : يسبب الصرع والضعف العام ويتسبب بالآم تشنجية بالمعدة وله تأثير بعيد المدى على الدماغ وأمراض الكلى .

8- الدخان : وهو ضباب دخاني يصدر عن صناعة الإسمنت بسبب إحراق الفحم ومشتقات النفط بالفرن, وله تأثير على العيون وإلتهاب الشعب الرئوية والقصبات الهوائية ويسبب أمراض الرئة .

9- المركبات العضوية المتطايرة .

10- الأمطار الحمضية : تسبب تحرش بأغشية الأنف والحنجرة والعيون وتهيج أغشية الجهاز التنفسي

أخطار الأمطار الحمضية

إن صناعة الأسمنت وإنطلاق كميات هائلة من غبارها المحمل بأكاسيد الكبريت والكربون والنيتروجين وصناعة الفوسفات التي يصدر عنها غبار محمل باليورانيوم إلى الجو هي من أخطر المسببات للتلوث البيئي بشكل عام وهي من أسباب تكؤُن الأمطار الحمضية حيث تشكل هذه الأمطار خطراً داهماً على البيئة والإنسان والنبات وكل كائنٍ حيَ ، وتتسبب بأمراض صحية للإنسان، وتلوث مصادر المياه، وتتفاعل مع المعادن وأنابيب شبكات المياه فتحدث تآكلاً فيها

تعتبر الأمطار الحمضية ملوثاً خطراً يتسبب بها غبار الإسمنت والكلنكر المحمل بأكاسيد وغازات الكبريت والنيتروجين وأكاسيد الكربون المنبعثة من فوهات مداخن مصانع الإسمنت ، وهي أكاسيد وغازات تنتج عن احتراق مواد النفط والفحم الحجري وغيرها من مشتقات النفط في أفران تلك المصانع، وتتكون هذه الأمطار بتفاعل بخار الماء والأكسجين في الجو لوجود الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس مع الغارات المحتوية على ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الهيدروجين ليعطي حمض الكبريت، فتتساقط مطراً على المسطحات المائية والتربة والنباتات والكائنات الحية وعلى قشرة الأرض المحيطة وتجرف معها الغبار العالق به ذرات الأكاسيد العالقة به فيتسبب جريان مياه تلك الأمطار إلى الأنهار والبحيرات والسدود والأماكن التي تتزود منها مصادر المياه الجوفية فتصاب بتلوث حمضي بسبب تُحلل بعض المركبات السامة فتصبح حرة وترى طريقها إلى المصادر الأساسية لمياه الشرب وتلوثها

ومما يزيد المشكلة البيئية خطورة هو إنتقال الغبار المحمل بجزيئات الأكاسيد المختلفة من مصدر التلوث الأساسي إلى مكانٍ آخر حيث يبقى رذاذها الدقيق معلقاً في الجو يتنقل حسب إتجاه الرياح ، لأن ثاني أكسيد الكبريت العالق مع الغبار يتفاعل مع الهواء عند وجود الأشعة فوق البنفسجية ثم يتحول إلى ثالث أكسيد الكبريت ويتحد مع بخار الماء الموجود في الجو ليعطي حمض الكبريتيك الشديد القوة .

إن الرقم الهيدروجيني المحايد للحموضة هو Ph.7 وكلما إنخفض مستوى حموضة الأمطار عن الرقم الهيدروجيني 5 يزداد خطر تلك الأمطار حمضياً فالأمطار الحمضية تتسبب بذوبان العديد من مكونات التربة وتخفض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين , وتخفض مستوى التمثيل الضوئي في النبات الأخضر فيمنع إنباته , ويبطئ عملية نمو الزراعة ، ويجرد الأشجار من أوراقها ويدمر غاباتها، الأمرالذي يحدث خللاً وتوازناً في الطبيعة ويؤثر في جمالها، لأن أشجار الغابات الكثيفة تُطلق إلى الجو ألاف الأطنان من الأكسجين وتمتص الآفاً من أطنان ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة .

ردود فعل عالمية ضد مصانع الأسمنت القذرة:

وعن ردود الفعل العالمية نحو الصناعات القذرة، يتفق جميع الخبراء البيئيين أن صناعة الاسمنت تشكل أحد أسباب التلوث البيئي؛ لأنها تسهم بأنشطتها في تلوث الهواء، وتعرف مصانـع الاسمنـت بالصنـاعات القذرة، التـي تؤدي إلى أمراض خطيرة بالعاملين والمحيطين بتلك المصانع، فصناعات الاسمنت والسيراميك والأسمدة والحديد والصلب التي تفرض عليها قيودا وشروطا صحية وبيئية كبيرة بسبب أن هذه الصناعات ينتج عنها الكثير من الأمراض، ونظرا للتلوث البيئي والصحي الذي ينتج عن هذه الصناعات، فقد تراجعت الدول المُتقدمة عنها وقامت بتصدير مصانعها القديمة للدول النامية، فدخلت الاستثمارات الغربية واليابانية وغيرها بمليارات الدولارات، ولكن المستثمرين في هذه الصناعات واجهوا انتقادات ومعارضة شديدة في معظم دول العالم، ورفضا قاطعا بفعل قوانين حماية البيئة والصحة العامة، فضلا عن جمعيات وأحزاب البيئة، التي نجحت في غلق هذه الصناعات منذ سنوات طويلة في تلك البلدان الصناعية المتقدمة.

حملات دولية للتصدي لإنشاء مصانع الأسمنت:

في السنوات الماضية قاد أنصار الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء العالم بحملات للتصدي لإنشاء هذه المصانع لما تسببه من أخطار واضحة، ونجحت هذه الجمعيات والأحزاب البيئية في غلق الكثير من هذه المصانع منذ سنوات طويلة في البلدان الصناعية المتقدمة.

اضطهاد عمال مصانع الأسمنت:

من خلال النزول إلى بعض القرى والمصانع في المحافظات، نجد ان عمال مصانع الأسمنت يفتقرون لأبسط مقومات السلامة المهنية والصحية، ولاحظنا أن العمال لاتوجد لديهم نقابات عمال ويمنع عليهم تشكيل نقابات عمالية، كما رصدنا عدد من المخاطر والأضرار على البيئة والمجتمع الريفي منها ظهور أمراض غريبة وتأثيرات كبيرة على الزراعة ، حيث ظهر مرض أطلق عليه (داعش) في بعض المناطق يقوم هذا المرض باتلاف المحاصيل الزراعية.

فهل الدولة تقوم بمراقبة تلك المصانع وترصد تأثيراتها على البيئة والمواطنين..؟ أم أن الدولة تهتم بالدخل المادي والإيرادات ورسوم الضرائب القليلة جدا مقابل إيرادات وإنتاج تلك المصانع..؟

لماذا لاتوجد أبسط مقومات السلامة المهنية في مصانع الأسمنت…؟

انقذونا وانقذوا البيئة من مصانع الموت (مصانع الأسمنت).

*المراجع: موسوعة ويكيبيديا العالمية.
جوجل + فيس بوك.

قد يعجبك ايضا