هشـام الحـاج يكتب.. *دعوة من أجل إصلاح التعليم «المشاركة بين المدرسة والاسرة والمجتمع» (11)*

 

 

صحيفة ((عدن الخبر)) مقالات

 

كتبها: هشام الحاج

 

 

 

تعتبر المدرسة هي مؤسسة اجتماعية عامة يتفق عليها المجتمع في الاحوال العامة وهي عامة لكل افراد المجتمع وتتمتع بالكثير من الامكانيات المادية من مباني ومنشاءات وادوات وفصول ومكتبات وقاعات وساحاتا ، هذه الامكانيات التي اعدت يجب ان تستغل لاقصى الحدود في اوقات الدراسة وفي غيرها لمنفعة المجتمع والمدرسة مؤسسة قائمة على المعرفة والتنوير والوعي، ولذلك كانت التوعية في كل المجالات من أهم خصائصها.

 

فمئسولية المدرسة اذا ليست كمسئولية بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى، والمدرسة تتسع مسئولياتها لاتساع الحياة كلها، ووظيفتها كل مايتصل بهذه الحياة على اختلاف مجالاتها.

 

فأقول لا يمكن ان تقتصر وظيفة المدرسة على تقديم العلم للعلم أو المعرفة لمجرد المعرفة بل يجب ان تقدم العلم بالصورة والاسلوب الذي يفهمه التلاميذ ويدركون معناه ويستفيدون منه ويستطيعون تطبيقه على انفسهم وعلى ما يحيط بهم من احوال، ومن اجل اعدادهم للحياة العملية في المجتمع الذي يعيشون فيه، فالأسرة هي اول مايؤثر في سلوك التلميذ في اتجاهاته فالتلميذ يتأثر في اتجاهات والديه واخوانه واخوته في اسلوب حياتهم ، اذا كانت الاسرة مضطربة ومتفككة فإن النزاعات والخصومات بين افرادها ستكون شيئ مألوفا والنظام معدوما، مما يعكس اثره على سلوك التلميذ داخل المدرسة فيتصرف تصرف فوضويا لما يألف على النظام.

 

اذا كانت الأسرة بحكم تكوينها قد أهملت تربية التلميذ في المنزل فإن المدرسة يجب ان تتحمل المسئولية بل عليها اصلاح الهفوات من الأباء والأمهات وتعويد التلميذ على الخضوع وعلى اللوائح المدرسية ومبادئها ونظمها، فنقول الدور ايضا على المجتمع بإعتبار ان التلميذ يلتقي غالبا خارج المدرسة ببعض رفاقه، وقد يجد من بين هؤلاء الرفاق من لم يعر اهتمام بالنظام، فمعظم تصرفاتهم تتسم بالفوضوية واللامسئولية ويتطبع من طباعهم ويتأثر بسلوكهم ثم ينقل ذلك السلوك داخل مدرسته، ويصبح سلوكه شادا متسما بالفوضوية للسبب نفسه

ومن أجل ذلك ينبغي على المدرس ان يوجه التلاميذ على حسن اختيار الرفاق والاصدقاء ويجب ان يوطد علاقته الطيبة فيما بينهم حتى يألف كل منهم الآخر وهذه الصفة يجب ان تقوم بها المدرسة من خلال النصائح والتوجيه والملاحظات المستمرة في حالة اي اعوجاج من قبل التلاميذ.

 

ومن أجل ذلك يجب على المدرسة التي يسودها النظام وهي القادرة على تنفيذ المهام الملقاه على عاتقها في تنشئة الاجيال المتسلحة بالعلم والمخلصة لمجتمعها اما المدرسة التي لا نظام فيها ولا انضباط فإنها لا تستطيع ان تقوم بأي مهام خير قيام ولذلك ينبغي ان تحرص كل مدرسة على تثبيت النظام فيها وتعويد التلاميذ عليه، ولن يتأتى ذلك الا بوجود إدارة مدرسية جيدة متفهمه لمهامها ومنسجمة مع اعطاء الهيئة التدريسية، واخيرا نقول أن المشاركة الفاعلة بين المدرسة والاسرة والمجتمع هما عماد النجاح لطلابنا وتصحيح وتقويم اعوجاجاتهم اذا وجدت، فالاستقامة هي تعتبر تحدي من اهم التحديات في القرن الحادي والعشرون وهي تحدي غير ملموس وغير مادي ألا وهو تفضيل الاستقامة على المكانة الذاتية وتفضيل السمعة الطيبة على الجشع والطمع، وتشمل الاستقامة الامانة وتكون طاغية على المدرسة وسلوكها الاخلاق المستقيم ، فقد وصف روبرت كيندي هذا التحدي وصفا بارعا عندما كتب اننا لن نصل الى تحقيق الوطنية او الرضا الشخصي من مجرد مواصلة النمو الاقتصادي في جميع الاشياء الدنيوية الى ما لانهاية ، فليس في وسعنا ان نقيس الروح الوطنية بمعدل مؤشر داوجنز مثلا كما ان الناتج الوطني الاجمالي لا يؤخذ بالاعتبار صحة اسرنا او نوعية تعليمنا او سعادتنا الشخصية كما انه غير معني بروعة الشعر ومتاحة زواجنا او مكرمة نشاءتنا العامة او استقامة المسؤولين في وجه هذا التحدي الأقل مادية فإن على التربويين ان يجتمعوا بخبراتهم معا لينظموا كل التربويين ويعملوا بطريقة فعالة تترك اثرا لعل اكثر التدخلات الفاعلة هي القائمة على المشاركة بين المدرسة والاسرة والمجتمع.

 

*كلمة لابد منها:

-الدور الكبير في ظل هذا الوضع القائم في المجتمع المشاركة المجتمعية الفاعلة وتوطيد العلاقة بين الاسرة والمدرسة والمجتمع وهم الركيزة الاساسية في تنمية التلاميذ نمواً صحيحا .

-على المجتمع ان يشارك مشاركة فاعلة لانجاح هذا التوجه .

-على كل التربويين المشاركة في النصح والتوجيه والتقويم في السلوك اكان في المدرسة او خارج المدرسة او الشارع او ان يستمر في النصيحة واستقامة السلوك في المجتمع من خلال النصائح والارشادات.

 

*المرجع: د. علوي طاهر

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا