هشـام الحــاج يكتب.. *دعوة من أجل إصلاح التعليم.. التربية وعلاقتها بالتنمية الشاملة (7)*
صحيفة ((عدن الخبر)) مقالات
كتبها : هشام الحاج
لم يعد مفهوم التربية بمفهومها الحديث هو النظر إلى الطفل كنقطة انطلاق في عملية التربية التي ترتبط في الحياة سواء في بنائها كعملية تربوية او في نتائجها المعرفية والسلوكية، فالطفل هو مركز العملية التربوية وتنميته هي هدفها.
ولقد تغير مفهوم التربية تبعا لتغيرات الزمن وتطور المجتمع الاجتماعية والثقافية واتساع النظرة إلى ميدان التربية وتطورها مما أدى إلى حدوث تطورات لهذا المفهوم: انتقال مفهوم التربية وميدانها من الجهود المبعثرة الى الجهد المنظم فقد كانت تربية الطفل مسئولية الأسرة ثم أصبحت مسئولية عدة مؤسسات وانتقالها من مرحلة تعليم الصفوة الى قيام الدولة لذلك ومن انتقالها من عملية تعليمية طبيعية تعني (بالحفظ) الى عملية ثقافية حضارية شاملة ومن ثم انتقالها من عملية مرحلية الى عملية مستمرة ن فقد كانت تنتهي بمرحلة تعليمية معينة اما اليوم أصبحت مستمرة طيلة حياته.
فقد شهدت البلاد العربية خلال العقود الماضية اهتماما كبيرا بالتربية والتعليم، لمد القطاعات الإنمائية المختلفة بالطاقات البشرية الضرورية والمؤهلة وقد رافق هذا الاهتمام إعداد كثير من البحوث والدراسات التي تحاول الكشف عن العلاقة المتبادلة بين التربية والتنمية الشاملة.
في تقرير لجنة وضع إستراتيجية تطوير التعليم في البلاد العربية أجاز المؤتمر العام الاستثنائي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دورته غير العادية حيث جاء التأكيد على الكشف على العلاقة المتبادلة بين التربية والتنمية الشاملة وفي الدراسات الحديثة قد تنامت هذه العلاقة في مجالاتها وفي إمكانياتها وبعد تأثيرها ، وخصوصا للتوجيه والتخطيط ، وبروز دور الإنسان فيها عامة وأدائه على السواء وانطلاقا من ذلك كان لابد من تكييف الدراسات التي تحاول الكشف عن العلاقة بين التربية والتنمية الشاملة في الوطن العربي لما يشكل هذا من أهمية في عصرنا الراهن الذي يعتبر وثيقة التربية من اهم مفاتيح التنمية بكل أبعادها البشرية والمادية.
لقد حاول بعض الباحثين استكشاف هذه العلاقة من خلال إبراز دور التربية في عملية التنمية الشاملة ، حيث اكدوا على ان هناك تأثير متبادل بين التربية والتنمية الشاملة وعلاقة سببية بين دخل الفرد والتربية والإنتاج وان أي زيادة في الخدمات التربوية تؤدي الى زيادة في نمو الناتج القومي والإجمالي للإفراد ، حيث تم تطوير مفهوم التربية في العصر الحديث وصار عملية تزويد الفرد بالحقائق والمهارات التي ينطوي عليها التراث الثقافي وتشكيله بالثقافة السائدة في مجتمعه ليكون حافظا لمحتواها مستفيدا منها في تذليل مشكلات حاضرة ومواجهة أعباء مستقبله ومضيفا اليها ما توهيا له قدرات استعداداته في الحياة متجددة باستمرار فان التجديد في مجال التربية أصبح من الضروريات لملحة لكثرة ماحدث من تغيير في عاداتهم من حيث طرق المعيشة وقضاء أوقات الفراغ والنشاطات المختلفة في النواحي الاقتصادية والثقافية والترفيهية ، حيث صار الجيل الجديد ينظر الى أبنائها وأجداده نظرة تدل على تخلفهم وجهلهم باستكمال المكتشفات والاختراعات الجديدة بما فيها من آلات وأجهزة حديثة ، ساعدت على تبدل حياته وتطورها وجعلت منه إنسان آخر خلق لزمان غير زمانه، وعلى هذا من الواجب إعدادهم ليتناسب ومتطلبات العصر الحديث.
من ناحية أخرى فان تغير وتطور النواحي الاقتصادية من حيث الإنتاج، وشروط العمل والأنواع المنتجة والمستهلكة وما أوجده هذا العصر من آلات وأدوات وأجهزة وما حققه من اكتشافات علمية ، كل هذا الأمور ساعدت على قلب مفهوم التربية وأصابها ما أصاب غيرها من تجديد وتطوير، وتبدلت طرقها وقوانينها ومناهجها وأساليبها تبديلا جذريا يساير التطور المستمر الذي يعم العالم .
فإلى جانب المفاهيم التربوية المعروفة كالتعليم النظامي والتعليم المصغر ظهرت مفاهيم تربوية حديثة مثل: الجامعة المفتوحة والتعليم المبرمج والتعليم المستمر او التعليم الذاتي…ألخ ، حيث سارت الكثير من الأمم في السنوات الأخيرة لإيجاد نوع من التجديد في عالم التربية تقنيا منها انها المنطلق للإنعاش الاقتصادي والتطور الاجتماعي والثقافي وظهرت أنماط من المدارس الجديدة في كثير من بقع الأرض مثل المدارس المفتوحة بالمراسلة والتعليم عن بعد وفي الإذاعات التابعة للقنوات هذا في اليابان والجامعة المفتوحة وحصص التلفزة ودروس المراسلة وزيارة الأساتذة ومراجعتهم وإذاعة الندوات والدراسات وزيادة الحصص المنزلية يقوم فيها فرق من المختصين وفقا لهذا التجديد لمفهوم التربية المعاصرة ، ظهر الى الوجود مايعرف بجامعة الهواء وهي جامعة لا يسعى إليها الطلبة لاستقاء العلم وإنما تسعى لهم مثل الدراسة عبر التلفزيون او التعليم عبر الكمبيوتر او الآلات الحديثة ومن ابرز أهداف الجامعة المفتوحة تلبية حاجات المجتمع المتزايدة لتوفير التعليم العالي والاتصال بأكبر عدد من المتعلمين وبأقل النفقات وتسهيل سبل التعليم العالي للجميع دون تمييز في إفساح المجال لجميع سكان المناطق البعيدة على حد سواء وعدم حصره بالقادرين مع رفع المستوى الثقافي والفكري لدى أفراد المجتمع بأقصر وقت ممكن وأيسر الطرق المتوفرة تقنيا.
فقد ساعدت هذه الجامعات المفتوحة اولئكم الذين وفقت بهم المعرفة عند حد معين وتطوير أنفسهم ورفع مستوى كفايتهم الإنتاجية في مجالات أعمالهم المختلفة ، كما ساعدت على رفع وتيرة التنمية عاليا لأنها أتاحت الفرص للقوى العاملة المنتجة من التعرف على الأساليب المختلفة لتحسين إنتاجية العمل او تقويم أفضل الخدمات لما تعود على الفرد والمجتمع بالنفع الكثير.
*كلمة لابد منها :
هل المقصود بالتربية تحرير الإنسان وتنمية قواه الفردية وتقوية استغلاله الذاتي وتفتحه العقلي والروحي.
هل واجب التربية بأن يهيئ الطالب ليناسب المجتمع ام ليغيره.
ان التربية يجب ان تحقق أهداف المجتمع وان تلبي حاجاته وان كانت الحاجات مناقضة لحاجات الفرد.
ان الإنسان خاضع لتأثيرات البيئة الطبيعية التي يعيش فيها وخاضع للتفاعل المستمر بينه وبين المجتمع فالتربية تحدث في المجتمع فالمجتمع من اجل المجتمع.
#المرجع:
تقرير مؤتمر اتحاد الجامعات العربية للمنظمة العربية للثقافة والعلوم